للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قطع التزاور بين الإخوان]

من السلبيات الكبيرة: عدم التزاور إهمال الزيارة قطع الزيارة، وهذا قد يكون له انشغالات مادية مذمومة، وقد يكون ذلك سببه التكاسل -أي: استثقال الذهاب- يقول: أذهب لأزوره وقد تكون الشوارع مزدحمة، أو هو في حي بعيد، يجب أن تكون العلاقة في الله أقوى من كل هذه العوائق، وينبغي أن يكون الحب في الله دافعاً للزيارة، ونتذكر دائماً حال الشخص الذي زار أخاً له في الله وسافر سفراً من أجله وتكبد المشاق، فكيف بنا اليوم وعندنا سيارات؟! لقد كان السلف الصالح يزورون إخوانهم مع ما في الزيارة من المشقة، والتعب، وكانت وسائل المواصلات على بهيمة الأنعام وغيرها، لكن الآن مع وجود السيارات، ووجود الهواتف التي سهلت الأمور، فمن الممكن أن تتصل وتحدد وقت الزيارة، لكن الزيارات أصبحت أقل، والقطيعة أكبر، كان مجتمعهم نظيفاً متماسكاً، ومجتمعنا فيه كثيرٌ من الأوساخ والقذارات والتقاطع والتدابر، والعلاقات والزيارات أصبحت زيارات مصالح، ولو تقاعد الرجل أو خسر ماله لما زاره أحد، وكانوا من قبل يزورونه دائماً، ويحضرون مجلسه لكن لما استقال، أو نقل من منصبه، أو فقد ماله ونحو ذلك، فإنه أصبح لا يزار، فالقضية قضية مصالح دنيوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>