والهدية قد وردت في السنة النبوية، وجاء النص عليها لما لها من الأثر العظيم في النفوس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(تهادوا تحابوا) وقد رواه البخاري في الأدب المفرد وقال ابن حجر: إسناده حسن.
ولا شك أن الهدية سببٌ للمحبة وتآلف القلوب، وكان التابعون يرسلون بهداياهم، ويقول الواحد لأخيه الذي يهديه: نحن نعلم غناك عن مثل ذلك، وإنما لتعلم أنك منا على بال، يعني: نحن نعلم أنك مستغن عن هديتنا، ولكن لتعلم أننا نقدرك وأن لك في أنفسنا مكانة، وقال الشاعر:
هدايا الناس بعضهمُ لبعضٍ تولد في قلوبهم الوصالا
وتزرع في الضمير هواً ووداً وتكسوهُ إذا حضروا جمالا
وقال آخر:
إن الهدايا لها حظٌ إذا وردت أحظى من الابن عند الوالد الحدبِ
يكون لها مكانة في النفس إذا جاءت.
وقال آخر:
إن الهدية حلوةٌ كالسحر تجتذب القلوبا
تدني البغيض من الهوى حتى تصيره قريبا
وتعيد مضتغن العداوة بعد نفرته حبيبا
وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يقبل الهدية ويثيب عليها) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو دعيت إلى كراعٍ لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع لقبلت) وهو في صحيح البخاري.