بعض الذين يسافرون يقعون من جهة تحديد الوقت في أنواعٍ من الشرك؛ فقد يتشاءمون بحالة من الحالات، فيرجعون عن السفر بعد أن شرعوا فيه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الحسن:(لن يلج الدرجات العلى من تكَهَّن، أو استقسم، أو رجع من سفر تطيراً) من ردته الطيرة فقد قارف الشرك، وبعضهم يفزع إلى صفحات المجلات التي تُوجد فيها الأبراج؛ أبراج الحظ لينظر ما هي أيام السعد، وما هي أيام الشؤم، وما هي الأيام التي قال الفلكي: إن السفر فيها مستحسن، فيعمد إلى تطبيق ذلك.
وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لما أراد أن يسافر لقتال الخوارج عرض له منجم، فقال: يا أمير المؤمنين لا تسافر؛ فإن القمر في العقرب؛ فإنك إن سافرت والقمر في العقرب هُزم أصحابك، فقال علي رضي الله عنه:[بل أسافر ثقة في الله وتوكلاً على الله وتكذيباً لك] فسافر فبورك له في ذلك السفر حتى قتل عامة الخوارج؛ وكان ذلك من أعظم ما سُر به علي رضي الله عنه.