ومن الأمور المهمة في أدب الكلام والحديث والمناقشة: التقديم، فإذا أراد الإنسان أن يتكلم فيقدم بمقدمة تناسب الكلام؛ خصوصاً إذا أراد أن يتكلم بين يدي عالم، أو مفتي يحتاج إلى نوع من التقديم، ليس كالكلام مع الرفيق والصديق، فهذا له أدب آخر ومرتبة أعلى.
ومثل هذا ما ورد في حديث أبي هريرة وزيد بن خالد (أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: اقض بيننا بكتاب الله، وقال الآخر وهو أفقههما: أجل يا رسول الله، فاقض بيننا بكتاب الله وائذن لي أن أتكلم.
قال: تكلم -أي: أن هذا من الأدب حيث قدم مقدمة واستأذن- قال: إن ابني كان عسيفاً) إلى آخر القصة، وفيها رجم المحصنة التي زنت، وجلد الزاني غير المحصن، وإلغاء كل حكم باطل مخالف لما في الكتاب والسنة.