[من أسباب تحريم بعض الألعاب]
السؤال
ما حكم ممارسة بعض ألعاب القوى كالكاراتيه مع اجتناب اللطم على الوجه أو الضرب في الأماكن المؤذية ولبس الملابس الواقية, مع العلم أن هذه الألعاب إحدى فنون القتال؟
الجواب
سبق الكلام على بعض الأحكام المتعلقة بالألعاب, فمن أسباب تحريم الألعاب ما يلي: أولاً: أن تكون اللعبة مما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة, فقد تكون مباحة لكن لأنها تصد عن الذكر وعن الصلاة حيث إنهم يطيلون بها تصبح محرمة, فمنها ما يكون محرماً لذاته ومنها ما يكون محرماً لغيره.
ثانياً: أن تكون مما فيه قمار, مثل المراهنات, والآن بعض ألعاب الكرة ومسابقات الأندية فيها مراهنات، وهذا لا شك أنه حرام.
ثالثا: أن يكون فيها نرد, لأجل الحديث الوارد في ذلك, كلعبة الطاولة وغيرها, والنرد هو حجر الزهر.
رابعاً: أن يكون فيها ما يشبه القمار أو فكرة القمار مثل لعبة الورقة, فهي قائمة على فكرة مشابهة للميسر, والحظ في توزيع الأوراق.
خامساً: أن يكون فيها صلبان مثل لعبة الشطرنج.
سادساً: أن يكون فيها صور ذوات الأرواح، سواء كانت تماثيل مثل الشطرنج أو صوراً كلعبة الورق التي فيها صور الولد والبنت والشايب.
سابعاً: أن تكون مما فيه إيذاء بكسر أو إسالة دماء, كألعاب العنف التي فيها استخدام الضربات الشديد وقد تصيب الإنسان بمقتله, ولا شك أن بعضهم قد قتل فيها وهذا معلوم, وأي لعبة فيها تكسير فهي محرمة، حتى ولو لعبوا بملابس طويلة إلخ, ولكن فيها خشونة متعمدة فهي حرام؛ لأن هذا إيذاء للمسلم فهو لا يجوز, وهذا من الأدلة التي استدل بها الشيخ عبد الرحيم رحمه الله على تحريم لعبة الكرة حيث قال: الدليل على ذلك أنهم يجعلون عربة الإسعاف في الملعب في كل مباراة.
ثامناً: أن يكون فيها كشف عن العورات كالفخذ, مثل لعبة الكرة وغيرها، ومثل لعبة الجمباز حيث أنه يلبس لباساً ضيقاً جداً مجسماً للعورة ومبيناً تقاطيعها وتفاصيلها، فهي حرام.
تاسعاً: أن تكون هذه اللعبة مما فيه جعل ولم ترد الشريعة بجواز الجعل فيه, فمثلاً: المسابقات على الخيل والرمي يجوز أن يكون فيها جعل, وما شابه ذلك كما قاس ابن تيمية رحمه الله وتبعه ابن القيم في كتاب الفروسية مسابقات حفظ القرآن، مسابقات العلم الشرعي وغير ذلك من المسابقات، لا يجوز جعل الجعل على ظاهر الحديث: (لا سبق إلا في نص أو خف أو حافر) فلو عملوا مسابقة فيها جوائز غير هذه فإن الجمهور على عدم جوازه, فلو قالوا مثلاً: الذي يأكل هذه التفاحة المعلقة نعطيه كذا هذه جائزة؛ لأنه يعتبر هذا جعل سبق على هذا, أو من أكل أولاً نعطيه كذا وليست في الرماية ولا علاقة لها بالجهاد ولا بالعلم الشرعي, فعلى قول جمهور أهل العلم لا يجوز جعل الجائزة فيها.
عاشراً: من أسباب تحريم الألعاب كذلك: أن تكون هذه الألعاب مما يؤدي إلى التناحر والتباغض بين الذين يلعبون بها, يعني تعتبر اللعبة فيها إثارة أحقاد, واللعبة فيها ضغائن مثل تشجيع الأندية فإنه يفرق الأمة إلى شيع وأحزاب.
ما حكم التشجيع؟ أفتى الشيخ: محمد بن إبراهيم بتحريمه, ومن أدلته على التحريم قال: أنها تفرق الأمة شيعاً وأحزاباً وأنها تغرس العداوة والبغضاء لفريق معين ضد الفريق الآخر أو مشجعيه فتكون حراماً لأجل هذا.
حادي عشر: من أسباب تحريمها: أن يكون فيها ضرب للوجه, فكل ما كان فيه ضرب للوجه فهو حرام كالملاكمة.
ثاني عشر: كل لعبة فيها تحريش بين البهائم فهي حرام, كمناقرة الديكة, مثلاً: اثنان من الديكة يناقران أو نطاح الأكباش, فهذه محرمة.
ثالث عشر: ما كان فيه أصوات موسيقى، وكثير من الألعاب كالكمبيوتر وغيرها لا تخلو من هذا الأمر المحرم.
فهذه بعض الأسباب أو بعض المحرمات الموجودة في بعض الألعاب.