وبعض الناس يُبالغون في رد الأشخاص بشكلٍ سيئ من الباب ويطردونهم طرداً، فهذا أسلوب جاف لا يوجد اعتذار ولا كلام حسن، وبعضهم يكتب على باب غرفته كما شاهدناه في غرف بعض الطلاب يقول: خطر ممنوع الاقتراب! ونقول: إن التوازن أمر مهم ومطلوب، فالإنسان في أوقاتٍ يستقبل زيارات، وأوقات لا يستقبل زيارات، فالأوقات التي لا يستقبل فيها الزيارات يعتذر من الباب، أو يكتب على الباب.
كذلك بالنسبة للمزورين منهم: من يكونون من العزاب كالطلاب والعمال والعسكريين فهؤلاء لهم مجمعات خاصة فظروف الزيارات لهم تختلف عن ظروف الزيارات لأصحاب العوائل؛ لأن أصحاب العوائل عندهم بيوت، وصاحب البيت عنده ارتباطات وأهل وزوجة، وذلك أعزب يدخل عليه، وذلك أسهل، هذا تزوره كل يوم، وهذا لا تستطيع أن تزوره يومياً مثلاً، فلابد من التفريق بين العزاب وأصحاب العوائل في الزيارات.
كذلك بعض المجمعات السكنية مثل: مجمعات الطلاب وغيرهم، ففيه نوع من عدم الكلفة إلى حدٍّ ما، بحيث يمكنك أن تدخل غرفته، أما ذلك فهو في بيت عنده زوجة وأولاد فلا تستطيع أن تقتحم عليهم، فلابد من مراعاة الفوارق في الزيارات، وإذا كُنَّا في بعض الأوضاع لا نشعر بالكلفة للزيارة اليومية، أو أننا ندخل الغرف فإننا في المقابل يجب أن نشعر بتقدير ظروف الناس الذين عندهم عوائل وأولاد، هذا أولاده يذهبون إلى المدارس في الصباح، وزوجته لها حقٌ عليه فقد تكون مريضة وقد تحتاج إلى عناية، وهو يريد أن يشتري أغراضاً للبيت، بخلاف الطالب أو العسكري أو العامل فإنه يُدبر أمره ولو تأخر موعد غدائه أو عشائه، لكن أصحاب العوائل عندهم موعد معين للغداء أو العشاء يحب أنَّ أهله وأولاده ينتظمون، فهذا يُراعى في زيارته ما لا يُراعى الآخر، فلابد من التفريق بين العُزاب كما ذكرنا وأصحاب العوائل.
كذلك بعض الناس قد يحتجون في عدم الزيارة بأعذارٍ تافهة، كأن يقول مثلاً: والله ما عندي وقت ويتعذر بزوجته وأولاده.
وبعضهم يقول: الدراسة والامتحانات! الشاهد من هذا أن النهاية أنه لا يزور ولا يُزار، وبعضهم يزور ولا يُزار، يبلغ من لؤمه، ودناءة طبعه، وقلة ضيافته وبخله أنه يزور الناس لكن لا يريدهم يزوروه؛ لكيلا يتكلف لهم أو يقدم لهم شيئاً.
وكذلك من الأمور الملاحظة في بعض الأوساط: أن منهم من لا يزور مطلقاً، ومنهم من يجعل بيته أو غرفته مثل القهوة، الناس داخلون خارجون، ووقته يذهب سُدى، والمهمات المطلوبة منه غير متحققة وهكذا.