كذلك من الناس الذين يبشرون بالأجر: أهل المصائب، مثل من مات له ولد, كما جاء عند الترمذي وهو حديث حسن قال: حدثنا سويد بن نصر حدثنا عبد الله بن المبارك عن حماد بن سلمة عن أبي سنان قال: (دفنت ابني سناناً وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر, فلما أردت الخروج أخذ بيدي فقال: ألا أبشرك يا أبا سنان؟ قلت: بلى.
قال: حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم.
فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد).
وينبغي أن تكون نفسية التبشير للآخرين والفأل الحسن وانشراح الصدر والوجه الطلق هي سمة المؤمن, فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً وأبا موسى إلى اليمن قال:(يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا).
ولذلك يجب على الخطيب ألا يكون حديثه ووعظه للناس في صفة النار وحال أهلها فقط دون أن يخبرهم بصفة الجنة, وما أعد الله لأهلها وما فيها من النعيم المقيم وأنواعه, بل عليه أن يجمع بين الترغيب والترهيب، وينبغي أن نراعي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه:(إن رحمتي سبقت غضبي).