[الرد على شبهة أن الدين لم يشمل جميع جوانب الحياة]
السؤال
لو قال قائل: إن الدين لم يشمل جميع جوانب الحياة؛ لأنه لم يأت فيه دليل التهنئة.
الجواب
طبعاً هذه الشبهة ممكن أن ترد بعدة أشياء: أولاً: أن التفصيل في جميع القضايا لا يمكن؛ لأن الأشياء متجددة, فلنفرض أنه حصلت نعمة في هذا الزمان ولم تكن موجودة من قبل, فما الذي ستأتي به الشريعة لأجل هذه المستجدات؟ فإذاً قاعدة الشريعة أنها تأتي بشيء عام, وقاعدة عامة، ثم إذا حصلت أشياء تدخل في عموم القاعدة, إذا حصلت جزئيات ومسائل مستجدة تدخل في عموم القاعدة, فتكون الشريعة قد جاءت بشيء عام يدخل فيه أفراد ومسائل مستحدثة، ولذلك لا يمكن أن نقول: إن الشريعة لم تأت بشيء في هذا الموضوع أبداً, لأنها جاءت بشيء عام يمكن أن نأخذ منه عموم التهنئة في المناسبات السارة بالكلام الطيب والدعاء بالبركة على ضوء ما تقدم من الأحاديث والآثار والأدلة.
وأما بعض الأشياء -مثلاً- التي تحصل باستمرار مثل النكاح ولها وزن عظيم في النفس, وليست كالقدوم من السفر بل أعظم وأعلى, فالإنسان قد يسافر كثيراً، قد يسافر في الأسبوع الواحد مرات, وقد تكون حياته متنقلة في الأسفار كسائقي الحافلات والشاحنات, فنجد أن بعض المناسبات وردت فيها أذكار معينة، وبعضها لم ترد، بعض المناسبات التي قد يكون فيها وقع عظيم أو مناسبة كبيرة لها أثرها في النفس قد وردت فيها أذكار معينة في التهنئة, وبعضها لم ترد، فبقيت لعموم الكلام الطيب الذي يقال فيه, ولذلك كلام الفقهاء الذي سبق نقله يعبر عن فقه دقيق:[لا أعرفه ولا أنكره] لا أعرف أنها سنة ولا أنكر على أنها بدعة, والشريعة أوجدت مجالاً للكلام الطيب الذي يقوله الناس؛ لأن المستجدات كثيرة.