للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السكن واللباس، وله الحمد على نعمة المراكب في البر والبحر والجو .. وله الحمد على خلق الليل والنهار، وله الحمد على خلق الزروع والثمار .. وله الحمد على خلق ما يؤكل وما يركب من الحيوان.

وله الحمد على نعمة الإسلام .. وعلى نعمة الهداية .. وعلى نعمة الاستقامة، وعلى نعمة الطاعة والعبادة.

والله عزَّ وجلَّ رب العالمين، يربيهم بنعمه المادية والروحية.

والمربون قسمان:

منهم من يربي شيئاً ليربح عليه المربِّي .. ومنهم من يربي ليربح المربَّى.

وتربية الخلق كلهم على القسم الأول، لأنهم يربون ليربحوا إما ثواباً أو ثناءً.

والقسم الثاني: تربية الحق سبحانه، فهو يربينا بنعمه المادية والروحية، لنربح نحن، فهو يربي ويحسن من أجل الإنسان، بخلاف سائر المربين وسائر المحسنين، فهم يربون لمصالحهم.

والله سبحنه يربينا ولا تنقص خزائنه، وغيره تنقص خزائنه.

والله سبحانه وصل إحسانه إلى جميع الخلق، وغيره لعجزه إحسانه لقوم دون قوم، وفي وقت دون وقت، وفي حال دون حال.

والله لا ينقطع إحسانه البتة عن الخلق، وغيره ينقطع بسبب الفقر أو الغضب، أو الحسد، أو الموت.

ومن العجيب أن الله يربيك، كأنه ليس له عبد سواك، وأنت تخدمه كأن لك رباً غيره، ويفتح لك أبواب خزائنه، وأنت واقف بباب أضعف خلقه.

فما أعظم وما أحسن هذه التربية من الرب لعباده.

أليس الله يرزقك ويطعمك ويسقيك كل يوم من غير عوض؟.

أليس مولاك يمدك كل يوم بالصحة والعافية، والنور والهواء من غير عوض؟.

أليس الله يحفظك في النهار من الآفات من غير عوض؟.

أليس الله يحفظك بالليل من المخافات من غير عوض؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>