للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحي]

ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: الحي.

قال الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢)} [آل عمران: ٢].

وقال الله تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٦٥)} [غافر: ٦٥].

الله تبارك وتعالى هو الحي القيوم، الدائم الباقي، الذي لا يجوز عليه الموت، ولا الزوال ولا الفناء، الحي الذي لا يموت ولا يبيد، الذي لم يزل موجوداً، وبالحياة موصوفاً.

وهو سبحانه الحي في ذاته، الذي لا يموت أبداً، لم تحدث له الحياة بعد الموت، ولا يعترضه الموت بعد الحياة.

وهو سبحانه الحي الباقي الدائم الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون، وكل شيء هالك إلا وجهه، فلا أحد يستحق أن يؤلَّه ويعبد ويحب إلا الله الحي الباقي، الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وإذا كان ما سواه هالكاً فعبادة الهالك الباطل باطلة: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٨)} ... [القصص: ٨٨].

وإذا كان ما سوى الله باطلاً هالكاً، والله هو الحي الباقي، الذي لا إله إلا هو، وله الحكم في الدنيا والآخرة، وإليه مرجع الخلائق كلهم، فيجازيهم بأعمالهم، تعين على العاقل أن يعبد الله وحده لا شريك له، ويحذر من سخطه وعقابه: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (٥٨)} ... [الفرقان: ٥٨].

والله عزَّ وجلَّ هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سِنة ولا نوم، يدبر الأمر في العالم العلوي، وفي العالم السفلي، يحيي ويميت، ويعز ويذل، ويثيب ويعاقب، وينصر ويخذل: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩)} [الرحمن: ٢٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>