الله تبارك وتعالى ذو المعارج، ذو العلو والدرجات، ذو الفواضل والنعم.
وهو سبحانه الرب العظيم، ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة، ذو المعارج، الذي تعرج إليه الملائكة والروح، وتصعد إليه الأقوال والأعمال الصالحة الطيبة كما قال سبحانه: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (١) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (٢) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (٣) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)} [المعارج: ١ - ٤].
فالملائكة تعرج إليه بما دبرها من الأوامر والأعمال، وتعرج إليه الأرواح كلها برها وفاجرها، وهذا عند الوفاة.
فأما الأبرار فتعرج أرواحهم إلى الله، فتحيي ربها، وتسلم عليه، وتحظى بقربه، ويحصل لها منه الثناء والإكرام.
وأما أرواح الفجار فتعرج، فإذا وصلت إلى السماء استأذنت فلم يؤذن لها، فتعاد إلى الأرض.
فسبحان الملك العظيم الجبار، الذي استوى على العرش، وله ملك السموات والأرض، والذي يعرج إليه ما لا يحصيه إلا الله من الملائكة، والأرواح، والأقوال، والأعمال، على مر الدهور والأزمان.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ: مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْألُهُمْ وَهُوَ أعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأتَيْنَاهُمْ وَهُمْ