قال الله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧)} [الرحمن: ٢٦، ٢٧].
وقال الله تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٧٨)} [الرحمن: ٧٨].
الله تبارك وتعالى ذو الجلال والإكرام، المستحق لأن يهاب لعظمة سلطانه، ويثنى عليه بما يليق بعلو شأنه.
وهو سبحانه ذو الجلال والإكرام، الذي يستحق أن يُجل ويُكرم ويُعظم، فلا يجحد ولا يكفر ولا يعصى، الذي له الإكرام كله من جميع خلقه، الذي لا جلال ولا كمال إلا وهو له، ولا كرامة ولا إكرام ولا مكرمة إلا وهي صادرة منه سبحانه.
فهو سبحانه ذو الجلال والعظمة والكبرياء، وذو الرحمة والجود والإحسان، المكرم لأولياءه الذين يجلونه ويعظمونه ويحبونه.
وإكرام الله للعبد يكون معجلاً في الدنيا .. ومؤجلاً في الآخرة .. ويكون عموماً في الخليقة .. وخصوصاً لأوليائه المتقين كما قال سبحانه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (٧٠)} ... [الإسراء: ٧٠].
فقد أكرم الله جميع بني آدم بوجوه الإكرام:
فكرمهم بالعلم والعقل .. والسمع والبصر .. وإرسال الرسل .. وإنزال الكتب .. وجعل منهم الأولياء والأتقياء .. وأنعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة .. وحملهم في البر والبحر بما سخر لهم .. ورزقهم من الطيبات .. والنعم السابغات .. وفضلهم بما خصهم به من المناقب التي ليست لغيرهم من المخلوقات، وهذا من كرمه عليهم .. وإحسانه إليهم في الدنيا وفي الآخرة.