الله تبارك وتعالى خلق الخلق، وقسم أرزاقهم، وفضل بعضهم على بعض في الأخلاق والأموال والأرزاق والأعمال كما قال سبحانه: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٣٢)} [الزخرف: ٣٢].
والله عزَّ وجلَّ أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه، وأعلم بمن لا يصلح للهداية فيضله، وكذلك هو أعلم بمن يصلح للغنى فيغنيه، ويهيء له أسبابه، وهو أعلم بمن لا يصلح للغنى فيمنعه، ويقطع عنه أسبابه.
والمال أياً كان مال الله يؤتيه من شاء من خلقه، ويبتليه به لينظر هل ينفقه حسب أمر الله ورسوله، أم ينفقه حسب هواه وشهواته.
والزكاة حظ الفقراء في أموال الأغنياء، فيها إعانة للضعيف، وإغاثة للملهوف، وإقدار للعاجز، وتقويته على أداء ما افترضه الله عليه من العبادات والحقوق.
والزكاة تطهر مؤديها من أنجاس الذنوب، وتزكي أخلاقه بخلق الجود والكرم والبذل والإحسان، وترك الشح والبخل، فالأنفس مجبولة على الضن بالمال، والإنفاق -صدقة أو زكاة- يقطع هذا الخلق، ويعود المرء على التحلي بمكارم الأخلاق، ونفع السائلين والمحرومين والمحتاجين.