أشرف العلوم على الإطلاق هو علم التوحيد، وأنفعها علم أحكام أفعال العبيد.
ولا سبيل إلى الحصول على هذين النورين إلا من مشكاة من قامت الأدلة القاطعة على عصمته، وصرح الكتاب العزيز بوجوب طاعته ومتابعته، الذي لا ينطق عن الهوى، وكلامه إن هو إلا وحي يوحى، محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وأول ما نزل من القرآن أوائل سورة العلق، وقد ذكر الله فيها ما منّ به على الإنسان من تعليمه ما لم يعلم، وتفضيله الإنسان بما علمه إياه كما قال سبحانه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥)} [العلق: ١ - ٥].
وطلب العلم فريضة على كل مسلم.
فالإيمان فرض على كل أحد، وهو مركب من علم وعمل، فلا يتصور وجود الإيمان إلا بالعلم والعمل، وشرائع الإسلام واجبة على كل مسلم، ولا يمكن أداؤها إلا بعد معرفتها والعلم بها.
وعبادة الله واجبة على كل إنسان ولا يمكن أداؤها إلا بالعلم.
والعلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله أشرف العلوم وأجلها على الإطلاق، وأعرف الخلق بالله أشدهم حباً له، وأكملهم طاعة له.
وليس العلم كله وسيلة مرادة لغيرها، فإن العلم بالله وأسمائه وصفاته أشرف العلوم، وهو مطلوب لنفسه مراد لذاته، كما قال سبحانه: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ