الله تبارك وتعالى هو الشهيد، المطلع على جميع المخلوقات، الذي يسمع جميع الأصوات خفيّها وجليّها، ويبصر جميع الموجودات صغيرها وكبيرها، الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوه، فهو الشهيد على أفعالهم، الحفيظ لأقوالهم، العليم بسرائرهم، وما تكن صدورهم وما يعلنون، الذي أحاط علمه بكل شيء، ولا يعزب عنه شيء.
وهو سبحانه الشهيد القريب من خلقه، الذي يراهم جميعاً في آن واحد، ويسمع ما يتناجون به، ويرى ما يخوضون فيه، ويعلم ما يجول في خواطرهم، وما تهجس به ضمائرهم، لا يغيب عنه من أمرهم شيء يقولونه أو يفعلونه أو يكتمونه: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٦١)} [يونس: ٦١].
وهو سبحانه الشهيد، العليم بكل شيء، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، الذي علم جميع أفعال العباد، وأحصاها قبل فعلها وبعد فعلها، لأنه علم ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٦)} [المجادلة: ٦].
والله عزَّ وجلَّ عالم الغيب والشهادة، لا يخفى عليه شيء وإن دق وصغر كما قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (٥)} [آل عمران: ٥].