قال الله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣)} [الحديد: ٣].
الله تبارك وتعالى هو الظاهر على كل شيء، العالي فوق كل شيء، الظاهر القادر الذي ظهر فوق كل شيء.
وهو سبحانه الظاهر الذي ظهر بالدلائل الدالة عليه، وأفعاله المؤدية إلى العلم به ومعرفته في الظاهر.
وهو سبحانه الظاهر القوي، الذي ظهر وغلب وقهر جميع المخلوقات في العالم العلوي وفي العالم السفلي.
وهو سبحانه الظاهر القادر، الذي ظهر فوق كل شيء، فلا يعلوه سبحانه شيء من مخلوقاته أبداً، فمع نزوله إلى السماء الدنيا كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر، لا يزال فوق العرش، لا يكون عزَّ وجلَّ تحت المخلوقات أبداً، ولا تكون المخلوقات والسموات محيطة به أبداً.
فهو العلي الأعلى، الظاهر الذي ليس فوقه شيء، المحيط بكل شيء، العلي في دنوه، القريب في علوه.
فهو سبحانه ينزل ويجيء ويأتي، ولكن ينزل نزولاً لا يماثل نزول المخلوقين، نزولاً يختص به وحده لا شريك له، فليس كمثله شيء في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله كما قال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} [الشورى: ١١].
وعبودية الله عزَّ وجلَّ باسمه الظاهر تقتضي علم العبد بعلوه المطلق على كل شيء بذاته، وأنه ليس فوقه شيء البتة، وأنه قاهر فوق عباده، يسمع ويرى، ويدبر الأمر من السماء إلى الأرض.