للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٦ - فقه جمال الرب]

قال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (٦)} [ق: ٦].

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُّحِبُّ الْجَمَالَ» أخرجه مسلم (١).

الله تبارك وتعالى هو الجميل الذي له الجمال المطلق في كل شيء.

وجماله سبحانه على أربع مراتب:

جمال الذات .. وجمال الأسماء .. وجمال الصفات .. وجمال الأفعال.

فأسماء الله عزَّ وجلَّ كلها حسنى، وصفاته كلها صفات كمال، وأفعاله كلها حكمة ومصلحة وعدل ورحمة.

أما جمال الرب تبارك وتعالى في ذاته، وما هو عليه من الحسن والجمال والكمال فأمر لا يدركه سواه، ولا يعلمه غيره.

ومن أعز أنواع المعرفة، معرفة الرب سبحانه بالجمال، وكل العباد عرفه سبحانه بصفة من صفاته، وأتمهم معرفة من عرفه بكماله وجلاله وجماله عزَّ وجلَّ.

ولو أن الخلق كلهم كانوا على أجملهم صورة، ثم كانوا كلهم على جمال تلك الصورة، ونسبت جمالهم الظاهر والباطن إلى جمال الرب سبحانه، لكان أقل من نسبة سراج ضعيف إلى قرص الشمس في رابعة النهار.

فهو سبحانه الجميل الذي لا أجمل منه، الرحيم الذي لا أرحم منه، الكريم الذي لا أكرم منه.

ويكفي في جماله سبحانه أن كل جمال ظاهر وباطن في الدنيا والآخرة فمن آثار صنعه وخلقه وجماله، فما الظن بمن صدر عنه هذا الجمال، وهذا الحسن، وهذه الزينة؟.

كم يكون جماله سبحانه، وهو الذي خلق الجمال كله في الكون كله؟.


(١) أخرجه مسلم برقم (٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>