للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العظيم]

ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: العظيم.

قال الله تعالى: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٤)} [الشورى: ٣، ٤].

وقال الله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٥٢)} [الحاقة: ٥٢].

الله تبارك وتعالى هو العظيم في ذاته .. العظيم في أسمائه .. العظيم في صفاته .. العظيم في أفعاله .. العظيم في ملكه وسلطانه .. العظيم في خلقه وأمره .. العظيم في دينه وشرعه .. ذو العظمة والجلال والكبرياء .. الذي يعظمه خلقه ويهابونه.

وهو سبحانه الإله العظيم، الإله الحق الذي يجب أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة له وحده لا شريك له، لكمال صفاته، وعظيم نعمه، الحي القيوم المالك لكل شيء، الخالق لكل شيء، الرازق لكل مخلوق، الذي يعلم الظواهر والبواطن، والغيب والشهادة.

العظيم الذي لا أعظم منه، العلي بذاته فوق عرشه، العلي بقهره لجميع المخلوقات، العلي بقدره لكمال صفاته، العظيم الذي قهر جبروت الجبابرة، وصغرت في جانب عظمته وجلاله أنوف الملوك القاهرة: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٢٥٥)} [البقرة:٢٥٥].

وهو سبحانه العظيم الذي خلق الخلائق كلها، ودبر الأوامر كلها: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٥٤)} [الأعراف: ٥٤].

وهو سبحانه وحده العظيم الذي لا يعجزه شيء، ولا يخفى عليه شيء، ولا يمكن الامتناع عليه على الإطلاق، القائم على كل نفس بما كسبت، الذي لا

<<  <  ج: ص:  >  >>