يُطاع إلا بعمله، ولا يُعصى إلا بإذنه، ولا يمكن أن يعصى كرهاً، أو يخالف أمره قهراً، المحيط بكل شيء، العليم بكل شيء، القادر على كل شيء، الذي جاوز قدره وعظمته حدود العقول والتصورات.
فما أسفه من عصاه .. وما أجهل من لا يخشاه .. وما أضل من أشرك معه غيره: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٧)} [الزمر: ٦٧].
فعلى من عرف حق عظمة الله أن يقدره حق قدره، ولا يتكلم بكلمة يكرهها الله، ولا يرتكب معصية لا يرضاها الله، وعليه أن يعظم ربه حق تعظيمه، بوصفه بما يليق به من صفات الكمال والجلال والجمال.
والإكثار من ذكره في كل وقت وحين، والبدء باسمه في جميع الأمور، والتوكل عليه على مر الدهور، والإكثار من حمده والثناء عليه، وطاعة أنبيائه ورسله، وتحكيم كتابه وشرعه وطاعته، وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وتوقير رسوله - صلى الله عليه وسلم - بطاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع.
ومن تعظيمه سبحانه اجتناب نواهيه ومحارمه التي حرمها في كتابه، أو حرمها رسوله - صلى الله عليه وسلم -: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}[الحج: ٣٠].
ومن أعظم ما حرمه الله الشرك بأنواعه والفواحش، والإثم والبغي بغير الحق، والقول على الله بلا علم كما قال سبحانه: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٣٣)} [الأعراف: ٣٣].
ومقابل هذا أن يعمل المسلم بأوامر الله التي أمره بها، والتي من أعظمها توحيده، وإفراده بالعبادة وحده لا شريك له: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ