للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥ - العدو الخامس: الكفار والمشركون]

[فقه عداوة الكفار والمشركين]

قال الله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (١٠١)} [النساء: ١٠١].

وقال الله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (٨٢)} ... [المائدة: ٨٢].

كشف الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم أباطيل الكفار، وبيَّن بطلانها بالأدلة الحسية، والبراهين العقلية، حتى ظهر الحق وزهق الباطل.

وأباطيل الكفار ثلاثة أنواع:

الأول: ذكر الله بما لا يليق به من أن الملائكة بناته، وأن له ولداً وشريكاً، وأنه ثالث ثلاثة، ووصفه بما لا يليق به ونحو ذلك.

الثاني: ذكر رسول الله (بأنه ساحر وكاهن، وشاعر ومجنون، وإنكار لنبوته ونحو ذلك.

الثالث: إنكار البعث، واليوم الآخر، والجنة والنار، وإنكار الثواب والعقاب.

واليهود والكفار والمشركون أعظم الناس معاداة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم سعياً في إيصال الضرر إليهم، وذلك لشدة بغضهم لهم بغياً وحسداً، وعناداً وكفراً.

وهؤلاء الكفار لا يؤمنون، فلا تفيدهم الدعوة إلا إقامة الحجة عليهم: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٦)} [البقرة: ٦].

وبسبب كفرهم وجحودهم ومعاندتهم بعد ما تبين لهم الحق طبع الله على قلوبهم بطابع لا يدخلها الإيمان، ولا ينفذ فيها، فلا يَعُون ما ينفعهم، ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>