قال الله تعالى: {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٧٣)} [هود: ٧٣].
وقال الله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥)} [البروج: ١٤، ١٥].
الله تبارك وتعالى هو المجيد، الكبير العظيم، ذو المجد والكبرياء، والعظمة والجلال، الذي هو أعظم من كل شيء، وأكبر من كل شيء، الشريف في ذاته، الذي له المجد كله، لكثرة أسمائه وصفاته، وسعتها وعظمتها، وكمال أفعاله، وكثرة خيره ودوامه.
وهو سبحانه المجيد، الذي له التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه، قد امتلأت قلوبهم من تعظيمه وإجلاله، والخضوع له والتذلل لكبريائه، الذي تمجد بفعاله، ومجده خلقه لعظمته وجلاله وكبريائه.
وهو سبحانه الحميد المجيد في جميع أقواله وأفعاله، الجميل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، الجزيل عطاؤه ونواله، الذي لا يمكن إحصاء نعمه، ولا الإحاطة بجميع أسمائه وصفاته.
وهو سبحانه الكريم المجيد الذي عطاؤه واسع، وفضله سابغ، قد شمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر، والإنسان والحيوان: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (٢٠)} [الإسراء: ٢٠].
وقد سمى الله عزَّ وجلَّ كتابه بالمجيد كما قال سبحانه: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١)} [ق: ١].
ومن مجد القرآن وشرفه وعظمته أنه لا يمكن للجن والإنس أن يأتوا بمثله، بل بسورة منه، بل بآية كما قال سبحانه: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (٨٨)} [الإسراء: ٨٨].