وقال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (٢٠)} [الفرقان: ٢٠].
الفتنة في كتاب الله عزَّ وجلَّ تطلق ويراد بها الامتحان والابتلاء، سواء خَلُص صاحبه من الافتتان أو حصل له افتتان كما قال سبحانه: {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (١٥٥)} [الأعراف: ١٥٥].
وتطلق الفتنة على ما هو أعم من ذلك كما قال سبحانه: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥)} [التغابن: ١٥].
ففي الأموال والأولاد شغل عن الآخرة، فلا نطيعهم في معصية الله، فالإنسان مفتون بولده؛ لأنه ربما عصى الله بسببه، وربما تناول الحرام لأجله إلا من عصمه الله.
والقصد من الفتنة امتحان العباد، هل يصبرون فيقومون بما أمرهم الله به فيثيبهم مولاهم، أم لا يصبرون فيستحقون العقوبة.
وقد فتن الله العباد فتنة عامة، وامتحن بعضهم ببعض كما قال سبحانه: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (٢٠)} [الفرقان: ٢٠].
فامتحن الله الرسل بالمرسل إليهم ودعوتهم إلى الحق، والصبر على أذاهم.
وامتحن المرسل إليهم بالرسل .. هل يطيعونهم وينصرونهم ويصدقونهم، أم يكفرون بهم ويقاتلونهم؟.
وامتحن العلماء بالجهال .. هل يعلمونهم وينصحونهم ويصبرون على تعليمهم