الله تبارك وتعالى خلق الإنسان، وجعله يمر بأربع دور، وجعل لكل دار أحكاماً، وجعل له في كل دار أجلاً.
فخلق الله الإنسان في بطن الأم، وأمهله تسعة أشهر حتى تكمل أعضاؤه وجوارحه.
فإذا كملت خرج من بطن الأم إلى بطن الدنيا، وهي دار العمل، وطلب منه تكميل الإيمان والأعمال الصالحة.
فإذا كملت مدته جاءه أجله، وخرج من الدنيا إلى مكان الانتظار وهو القبر، وهو برزخ يعذب فيه الإنسان أو ينعم حسب عمله.
فإذا اكتمل من قدر الله خلقه من أهل الجنة وأهل النار قامت الساعة، وخرج الناس من قبورهم إلى دار القرار، حيث ينال المؤمنون كمال النعيم في الجنة، وينال أهل النار كمال العذاب في النار: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (١٦)} [الروم: ١٤ - ١٦].
والإنسان في هذه الدنيا عبد مربوب كغيره، هيأ الله له كل ما يحتاجه من الطعام والشراب، والسكن والمركب، واللباس والمال.
فإذا جاء يوم القيامة هدمت أبنية الدنيا، ودكت الأرض، وسيرت الجبال، وشقت السماء، وكورت الشمس، وانتثرت النجوم، وخسف القمر، وعطلت