الله تبارك وتعالى امتن على عباده بأكبر النعم، وهي بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إليهم، الذي أنقذهم الله به من الضلالة، وعصمهم به من الهلكة، وهداهم به إلى الصراط المستقيم.
بعثه سبحانه إليهم من قومهم ناصحاً لهم مشفقاً عليهم، يتلو عليهم آيات ربه، ويعلمهم ألفاظها ومعانيها، ويزكيهم من الشرك والمعاصي ومساوئ الأخلاق، ويعلمهم القرآن والسنة التي هي شقيقة القرآن.
ويعلمهم الحكمة التي هي وضع الشيء في موضعه، ومعرفة أسرار الشريعة.
فجمع لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين:
تلاوة القرآن .. وتعليم الأحكام .. وتزكية القلوب بالإيمان .. وكيفية تنفيذ الأحكام .. وبيان ثواب أهل الطاعة .. وعقاب أهل المعصية.
ففاقوا بمعرفة هذه الأمور والإيمان بها والعمل بموجبها جميع المخلوقين، وكانوا من العلماء الربانيين: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (١٦٤)} [آل عمران: ١٦٤].
والسنة النبوية: ما أضيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل، أو تقرير أو صفة.
والوحي قسمان:
آية محكمة .. وسنة ثابتة.
فالسنة النبوية أحد قسمي الوحي الإلهي، الذي نزل به جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم -