الله تبارك وتعالى هو السميع لأقوال عباده، وما ينطق به خلقه من قول، يسمع السر والنجوى، سواء عنده الجهر والخفوت، والنطق والسكوت: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (٧)} [الأعلى: ٧].
وهو سبحانه السميع، الذي له السمع الكامل الشامل المطلق، يسمع جميع الأصوات على اختلاف الألسن واللغات والحاجات، لا يشغله سمع عن سمع، وسمعه عزَّ وجلَّ ليس كسمع أحد من خلقه، لأن سمع الله مستغرق لجميع المسموعات، لا يعزب عن سمعه مسموع وإن دق وخفي، وكثر وتداخل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} [الشورى: ١١].
وهو سبحانه السميع لدعاء الخلق وألفاظهم عند تفرقهم واجتماعهم، على اختلاف ألسنتهم ولغاتهم، يعلم سبحانه ما في قلب القائل قبل أن يقول، ويعجز القائل عن التعبير عن مراده، فيعلم الله ما في قلبه فيعطيه سؤله: {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (١٣)} [الملك: ١٣].
والله جل جلاله سميع بصير، سميع عليم، سميع قريب، لأنه محيط بالمخلوقات كلها، لا يفوته شيء منها، ولا يخفى عليه مثقال ذرة في السموات والأرض، وجميع الخلائق تحت سمعه وبصره وعلمه، يسمع أقوالهم، ويرى أعمالهم، وهو السميع الذي يملك السمع والأبصار والأفئدة.