فما أسفه وأجهل الذين لا يعرفون ربهم، ويظنون أن الله لا يعلم أحوالهم وسرهم ونجواهم، ومن ثم يبارزونه بالمعاصي {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (٧٨)} [التوبه ٧٨].
وكل شيء من الأقوال والأعمال معلوم للرب ... مكتوب في صحائف العبد ... وكل حسنة لها مقابل من الثواب .. وكل سيئة لها مقابل من العقاب ... وكل ذلك مكتوب في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها.
فما أخطر الجهل بالله ودينه والغفلة عنه.
وما أعظم الحسرة والندامة، والخزي والفضيحة، حين تعرض أعمال العبد السيئة على ربه، ويرى الانسان نفسه وهو يزاول تلك الأعمال التي يسود لها وجهه، وينخلع لها قلبه يوم القيامة: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (٦) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)} [الزلزلة: ٦ - ٨]
اللهم يا عليم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما.
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع .. ومن قلب لا يخشع .. ومن دعاء لا يسمع .. ومن نفس لا تشبع.