للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القيوم]

ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: القيوم .. والقائم.

قال الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٢٥٥)} ... [البقرة: ٢٥٥].

وقال الله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (١١١)} [طه: ١١١].

وقال الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨)} ... [آل عمران: ١٨].

الله تبارك وتعالى هو الحي القيوم، القائم الدائم الذي لا يزول، القائم بحفظ كل شيء ورزقه وتدبيره، القائم على كل شيء بالرعاية له، القائم بتدبير الخلائق، المتولي جميع ما يجري في العالم العلوي، وفي العالم السفلي، وما يجري في الدنيا والآخرة، القائم بنفسه، القيوم لأهل السموات والأرض، القائم بقسمة أرزاقهم، وتصريف أحوالهم، وحشرهم وحسابهم.

وهو سبحانه القيوم بنفسه، لا يحتاج في قيامه ودوامه إلى أحد، ولا قيام للخلائق كلها من كبير وصغير، وقوي وضعيف، إلا بإقامة الحي القيوم لهم، فجميع المخلوقات الله سبحانه القائم عليها، لأنها ليست قائمة بنفسها، بل هي محتاجة للحي القيوم الذي يخلقها ويحييها ويحفظها ويرزقها.

ومن عرف ربه بذلك توكل عليه، وانقطع قلبه عن الخلق إليه.

وهو سبحانه القيوم الذي قام بنفسه، فاستغنى عن جميع مخلوقاته، وقام به غيره، فافتقرت إليه جميع مخلوقاته في الإيجاد والإعداد، والإمداد، والبقاء: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (١٥)} [فاطر: ١٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>