القلب السليم الذي ينجو من عذاب الله يوم القيامة، هو القلب الذي قد سلم من مرض الشهوات، وسلم من مرض الشبهات، الذي قد سلم لربه، وسلم لأمره، ولم تبق فيه منازعة لأمره، ولا معارضة لخبره.
فهو سليم مما سوى الله وأمره، لا يريد إلا الله، ولا يفعل إلا ما أمره الله عزَّ وجلَّ.
فالله وحده غايته .. وأمره وشرعه وسيلته .. لا تعترضه شبهة تحول بينه وبين تصديق خبره .. ولا شهوة تحول بينه وبين متابعة رضاه.
ومتى كان قلب العبد كذلك فهو سليم من الشرك، وسليم من البدع، وسليم من المعاصي، وسليم من الغي، وسليم من الباطل.
فالقلب السليم هو الذي سلم لعبودية ربه حبًا وخوفًا، ورجاءً وطمعًا، وسلم لأمره وسلم لرسوله تصديقًا وطاعة، واستسلم لقضاء الله وقدره، فلم يتهمه ولم ينازعه، ولم يتسخط لأقداره.