للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣ - فقه الإيمان بالكتب]

قال الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (٣) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} [آل عمران: ٢ - ٤].

وقال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (١٣٦)} [النساء: ١٣٦].

الله تبارك وتعالى هو خالق هذا الكون العظيم، وله ملك السموات والأرض وما فيهن، وله ملك الدنيا والآخرة، ولا بد للملك في ملكه من أوامر، ومن جنود تنفذ وتؤدي هذه الأوامر.

وأوامر الله نوعان:

أوامر كونية .. وأوامر شرعية.

فأوامر الله الكونية القدرية وكل الله الملائكة بتنفيذها في هذا الكون في مخلوقاته سبحانه كما قال سبحانه عن الملائكة: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (٥)} [النازعات: ٥].

وأوامر الله الشرعية هي الكتب السماوية التي أنزلها الله عزَّ وجلَّ على رسله، وهي تشتمل على الأوامر الشرعية التي تصلح بها أحوال العباد، وتعرفهم بخالقهم ومعبودهم، وما يحب وما يكره، وما يرضيه وما يسخطه من الأقوال والأعمال والأخلاق، وتبين ما للناس بعد القدوم على ربهم في الآخرة من الثواب والعقاب.

فلا بد للملك في ملكه من أوامر تصلح بها أحوال رعيته:

من حث وتحريص، ونهي وتحذير، وترغيب وترهيب.

فمن أحسن أثيب .. ومن أساء عوقب.

ولا بد للملك من سفراء بينه وبين خلقه وهم الرسل الذين يستقيمون على أوامر

<<  <  ج: ص:  >  >>