الله تبارك وتعالى هو التواب، الذي يتوب على من يشاء من عباده، ويقبل توبته، الذي كلما تكررت توبة العبد تكررمنه القبول، المعيد إلى عبده فضله ورحمته إذا هو رجع إلى طاعته، وندم على معصيته، الوهاب لعباده الإنابة إلى طاعته، الموفق من أحب منهم إلى ما يرضيه عنه.
وهو سبحانه التواب على من تاب إليه من عباده المذنبين، التارك مجازاته بعد توبته بما سلف من ذنبه.
وهو عزَّ وجلَّ التواب الرحيم، الذي يسر أسباب التوبة لعباده مرة بعد أخرى، بما يظهر لهم من آياته، ويسوق إليهم من تنبيهاته، وما يطلعهم عليه من تخويفاته وتحذيراته، حتى إذا اطلعوا وعرفوا غوائل الذنوب، استشعروا الخوف بتخويفه، فرجعوا إلى التوبة، فرجع إليهم فضل الله التواب بالقبول.
فالعبد تائب، والله تواب، وإذا تاب الله على العبد وفقه للتوبة، فتاب العبد، ثم قبل الله توبته، وغفر ذنبه: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٣٧)} [البقرة: ٣٧].
وهو سبحانه التواب، الذي من رأفته ورحمته أن مَنَّ على من شاء من عباده بالتوبة، وحببها لهم، وقبلها منهم، وثبتهم عليها، وأثابهم عليها، وتاب عليهم قبل أن يتوبوا كما قال سبحانه: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ