للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوهاب]

ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: الوهاب.

قال الله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٨)} [آل عمران: ٨].

وقال الله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (٩)} [ص: ٩].

الله تبارك وتعالى هو الوهاب، المعطي لمن يشاء من خلقه ما يشاء من ملك وسلطان ونبوة، المتفضل بالعطايا والنعم، الذي يجود بالعطاء، ولا ينقص ما في خزائنه.

وهو سبحانه الوهاب، كثير المواهب والعطايا، يعطي العباد من غير استحقاق عليه، ولا طلب للثواب من أحد، يصيب بعطاياه ومواهبه مواقعها، ويقسمها على ما تقتضيه حكمته.

وهو سبحانه الملك الذي له ملك السموات والأرض وما فيهن، وخزائنه مملوءة بكل شيء، وهو سبحانه الوهاب وحده، يهب ما يشاء، لمن يشاء، في أي وقت شاء، لأنه مالك الملك، وخزائن السموات والأرض له: {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (٧)} ... [المنافقون: ٧].

وهو سبحانه الكريم الوهاب، الذي ينفق كيف يشاء، لا حجر عليه، ولا مانع يمنعه مما أراد، وهو الذي بسط فضله وإحسانه الديني والدنيوي على جميع العباد، يده ملأى سحاء الليل والنهار، وخيره على العباد في جميع الأوقات مدرار.

يفرج كرباً .. ويزيل غماً .. ويغني فقيراً .. ويفك أسيراً .. ويجبر كسيراً .. ويجيب سائلاً .. ويعطي فقيراً عائلاً .. ويجيب المضطر .. ويستجيب لمن دعاه .. وينعم على من سأله ومن لم يسأله .. ويعافي من طلب العافية.

قال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>