للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعادى أعداءه المخالفين لكتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، الخارجين عنهما، الداعين إلى خلافهما.

والمؤمن حي، والكافر ميت، والميت لا يؤمر بصلاة ولا صيام حتى تنفخ فيه روح الإيمان، وإن كان سيحاسب على تركه الإيمان والأعمال يوم القيامة.

فإذا حيي قلبه بالإيمان، صار قابلاً ومستعدًا لقبول الأوامر والنواهي.

فالمؤمن حي، والحي إما صحيح، وإما مريض، فصاحب القلب السليم هو الصحيح، وصاحب القلب المريض هو السقيم.

والمرض قسمان:

مرض شبهة .. ومرض شهوة.

فالأول كما قال سبحانه عن المنافقين: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (١٠)} [البقرة: ١٠].

والثاني: كما قال سبحانه: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (٣٢)} [الأحزاب: ٣٢].

وشفاء هذين المرضين في القرآن كما قال سبحانه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (٤٤)} [فصلت: ٤٤].

ويحصل تأثر القلب بالقرآن أو بالمواعظ أو غيرها بأربعة أمور:

الأول: المؤثر كالقرآن مثلاً يسمعه أو يقرؤه.

الثاني: المحل القابل، وهو القلب الحي الذي يعقل عن الله.

الثالث: وجود الشرط، وهو الإصغاء.

الرابع: انتفاء المانع، وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب.

فإذا تمت هذه الشروط، حصل الأثر، وهو الانتفاع والتذكر والاستقامة.

كما قال سبحانه: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (٣٧)} [ق: ٣٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>