{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى} هذا هو المؤثر.
{لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} هذا هو المحل.
{أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} وهذا هو الشرط وهو الإصغاء.
{وَهُوَ شَهِيدٌ (٣٧)} وهذا انتفاء المانع.
وقلب الإنسان له أربعة أبواب، وكلها تصب في القلب وهي:
اللسان .. والأذن .. والعين .. والدماغ.
فما يتكلم به اللسان يتأثر به القلب، فإذا تكلم بالإيمان، وتلاوة القرآن، تأثر بذلك قلبه، وزاد إيمانه.
والأذن باب إلى القلب، فإذا سمع كلمات الإيمان والقرآن تأثر بها قلبه، وزاد إيمانه.
والعين باب إلى القلب، فالنظر إلى المخلوقات، وعظيم صنع الباري يؤثر في القلب، وتعلم الإيمان بالنظر للكاملين في الإيمان، فكلما نظروا إلى المخلوق زاد إيمانهم بالخالق سبحانه.
أما ناقص الإيمان فينظر إلى المخلوق ويغرق فيه، فينقص إيمانه، لأنه اشتغل به ولم يتعداه إلى خالقه: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠١)} [يونس: ١٠١].
وكلما تفكر الدماغ في عظمة الله، وعظيم إحسانه، تأثر بذلك القلب، وزاد إيمانه.
والقلب السليم هو ما سلم من ستة أدواء:
فهو سليم من الشرك .. سليم من الجهل .. سليم من الكبر .. سليم من الغفلة .. سليم من حب الدنيا .. سليم من سيئ الأخلاق.
فهو قلب طاهر زكي، مملوء بالإيمان والتوحيد والعلم، والتواضع لربه، ولزوم ذكره، يحب الله والدار الآخرة، متجمل بمكارم الأخلاق.
فهذا القلب السليم إذا نظر الله إليه، - رضي الله عنه - وأحبه واجتباه، وأعانه على كل خير،