للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (١٢)} [الطلاق: ١٢].

فالعلم بوحدانية الله تعالى، وأنه لا إله إلا هو، مطلوب لذاته، وإن كان لا يكتفى به وحده، بل لا بد معه من عبادته وحده لا شريك له، وكما أن عبادته سبحانه مطلوبة مرادة لذاتها، فكذلك العلم به ومعرفته.

وكمال العبد الذي لا كمال له إلا به أن تكون حركاته موافقة لما يحبه الله منه ويرضاه له، ولا يتم ذلك إلا بالعلم، ولهذا جعل اتباع رسوله دليلاً على محبته كما قال سبحانه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣١)} [آل عمران: ٣١].

وأشقى الناس وأخسرهم من لا يعرف الطريق إلى الله ولا يتعرفه.

وقد مدح الله أهل العلم وأثنى عليهم وشرفهم بأن جعل كتابه آيات بينات في صدورهم، وهذه منقبة لهم دون غيرهم كما قال سبحانه {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (٤٩)} [العنكبوت: ٤٩].

وأخبر سبحانه أن أهل العلم يرون أن ما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - هو الحق كما قال سبحانه: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٦)} [سبأ: ٦].

وأمر سبحانه بسؤال أهل العلم والرجوع إليهم فيما يشكل كما قال سبحانه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٤٣)} [النحل: ٤٣].

وأهل الذكر هم أهل العلم بما أنزل على الأنبياء والرسل.

وأخبر سبحانه أن الأمثال المضروبة في القرآن لا ينتفع بها إلا العلماء كما قال سبحانه: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (٤٣)} [العنكبوت: ٤٣].

ومما يدل على قيمة العلم والعلماء، أن الله شهد لمن آتاه الله العلم بأنه آتاه خيراً كثيراً كما قال سبحانه: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ

<<  <  ج: ص:  >  >>