للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحيم يحب الرحماء .. غفور يحب المستغفرين .. تواب يحب التوابين.

فكل صفة عليا، وكل اسم حسن، وكل ثناء جميل، وكل حمد ومدح، وكل تسبيح وتنزيه، وكل إجلال وإكرام، فهو لله عزَّ وجلَّ على أكمل الوجوه وأتمها وأدومها، سبحانه وبحمده لا يحصي أحد ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثني به عليه خلقه.

فله الحمد أولاً وآخراً، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه.

فهذا أحد نوعي حمده وهو حمد الأسماء والصفات.

النوع الثاني: حمد النعم والآلاء.

وهذا معلوم مشهود للخليقة، برها وفاجرها، مؤمنها وكافرها، من جزيل مواهبه، وسعة عطاياه، وكريم أياديه، وجميل صنائعه، وحسن معاملته لعباده، وسعة رحمته لهم، وبره ولطفه وحنانه، وإجابته لدعوات المضطرين، وكشف كربات المكروبين، وإغاثة الملهوفين، وابتدائه بالنعم قبل السؤال، والتكرم بها من غير استحقاق، بل ابتداء منه بمجرد فضله وكرمه وإحسانه، ودفع المحن والبلايا بعد انعقاد أسبابها، وصرفها بعد وقوعها.

وحبب سبحانه إلى خواص خلقه الإيمان، وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، وجعلهم من الراشدين.

فله الحمد والشكر على جميع آلائه وإحسانه.

وكتب سبحانه في قلوب أوليائه الإيمان، وأيدهم بروح منه، وسماهم المسلمين قبل أن يخلقهم، وذكرهم قبل أن يذكروه، وأعطاهم قبل أن يسألوه.

فله الحمد كثيراً كما ينعم كثيراً، وكما يعطي جزيلاً.

وتحبب إليهم بنعمه، مع غناه عنهم، وتبغضهم إليه بالمعاصي، وشدة فقرهم وحاجتهم إليه.

ومع هذا فأعد لهم إذا آمنوا به وأطاعوه داراً حسنة، وأعد لهم فيها ما لا عين

<<  <  ج: ص:  >  >>