فالكبر يمنع الإنسان من الانقياد للحق .. والحسد يمنعه من قبول النصيحة وبذلها .. والغضب يمنعه من العدل .. والشهوة تمنعه من التفرغ للعبادة.
فإذا انهدم ركن الكبر سهل عليه الانقياد، وإذا انهدم ركن الحسد سهل عليه قبول النصح وبذله، وإذا انهدم ركن الغضب سهل عليه العدل والتواضع، وإذا انهدم ركن الشهوة سهل عليه الصبر والعفاف والعبادة.
ومنشأ هذه الأربعة من أمرين:
جهل العبد بربه .. وجهله بنفسه.
والكفر بالله أقسام:
أحدها: كفر صادر عن جهل وضلال وتقليد الأسلاف، وهو كفر أكثر الأتباع والعوام الذين يقولون: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣)} [الزخرف: ٢٣].
الثاني: كفر جحود وعناد وقصد مخالفة الحق، ككفر اليهود والنصارى، وزعماء قريش بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وغالب ما يقع هذا النوع فيمن له رئاسة علمية في قومه كالأحبار والرهبان .. أوله رئاسة سلطانية كفرعون وكسرى وقيصر .. أوله تجارة وأموال في قومه كقارون وأبي بن خلف.
فيخاف هذا على ماله، وهذا على سلطانه، وهذا على مكانته، فيؤثر الكفر على الإيمان عمداً.
الثالث: كفر إعراض محض، فلا ينظر فيما جاء به الرسول، ولا يحبه ولا يبغضه، ولا يواليه ولا يعاديه، بل هو معرض عنه إلى غيره.