فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠٣)} [آل عمران: ١٠٣].
وإذا مات قلب العبد تعطلت جوارحه عن الطاعة والعبادة .. ولم يؤد حق الله من الطاعة والعبودية .. ولم يعمل بكتاب ربِّه .. ولا بسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - .. وعادى الرحمن .. ووالى الشيطان.
وأكل رزق الله ولم يشكره .. ودفن الموتى ولم يعتبر .. وعلم أن الموت حق ولم يستعد له .. وأقبل على الدنيا يعمرها ويجمعها وينافس في جمع حطامها .. ويتعذب بذلك ليله ونهاره كله: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (٥٥)} [التوبة: ٥٥].
ومحركات القلوب إلى الله عزَّ وجلَّ ثلاثة:
المحبة .. والخوف .. والرجاء.
فالمحبة أقواها، ويحركها في القلب كثرة ذكر المحبوب، ومطالعة آلائه ونعمائه، فيسير إلى محبوبه الذي يرى كل نعمة منه.
والخوف، المقصود منه المنع والزجر عن الخروج عن الطريق.
ويحركه في القلب مطالعة آيات الوعيد والزجر، والعرض والحساب والنار وأهوالها، والعقوبات التي حلت بالمجرمين.
أما الرجاء، فيقود الإنسان إلى الطريق.
ويحركه في القلب مطالعة الكرم والإحسان، والحلم والعفو، والعطاء والمنّ.
وقلوب العباد كلهم بيد الله:
فمن أقبل على الله أقبل الله بقلوب عباده إليه فأحبوه.
ومن أعرض عن الله أعرض الله بقلوب عباده عنه.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (٩٦)} [مريم: ٩٦].