بالعنف والشدة والغلظة، فإن ذلك ينفرهم عنه، ويغريهم به، ويفسد عليه قلبه ووقته وحاله مع الله.
فليس للقلب شيء أنفع من معاملة الناس باللطف واللين، والحلم والرحمة.
فإن معاملة الناس بذلك ثمرته:
إما أجنبي تكسب مودته ومحبته .. وإما صاحب وحبيب فتستديم صحبته ومودته .. وإما عدو ومبغض فتطفئ بلطفك جمرته وتستكفي شره.
أما مراقبة الله سبحانه، فهي الموجبة لكل صلاح، وخير عاجل أو آجل، ومراقبة الحق سبحانه توجب إصلاح النفس، واللطف بالخلق.
الثالثة: السكينة التي تثبت الرضا بالقسم، وتمنع من الشطح، وتوقف صاحبها عند حده من رتبة العبودية.
فهذه الرتبة توجب لصاحبها أن يرضى بالمقسوم، ولا تتطلع نفسه إلى غيره، وهي من أعظم مواهب الحق جل وعلا، ومن أجلّ عطاياه.
ولهذا لم يجعلها الله في القرآن إلا لرسوله وللمؤمنين، والسكينة كأنها رداء ينزل، فيثبت القلوب الطائرة، ويهدئ الانفعالات الثائرة.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .. وصرفها في طاعتك .. واهدنا لأحسن الأقوال والأعمال .. إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute