وإذا عُرف هذا فالقلب محتاج إلى ما يحفظ عليه قوته .. وهو الإيمان والطاعات.
ومحتاج إلى حمية من الضار المؤذي .. وذلك باجتناب الآثام والمعاصي .. وأنواع المخالفات.
ومحتاج إلى استفراغه من كل مادة فاسدة تعرض له، وذلك بالتوبة النصوح ولزوم الاستغفار.
ومرض القلب: هو نوع فساد يحصل له، يفسد به تصوره للحق، وإرادته له، فلا يرى الحق حقًا، أو يراه خلاف ما هو عليه، أو ينقص إدراكه له، وتفسد به إرادته له.
فيبغض الحق النافع، أو يحب الباطل الضار، أو يجتمعان له وهو الغالب.
ولما كان البدن المريض، يؤذيه ما لا يؤذي الصحيح، من يسير الحر والبرد والحركة، فكذلك القلب إذا كان فيه مرض آذاه أدنى شيء من الشبهة أو الشهوة، وحتى لا يقوى على دفعها إذا وردا عليه.
والقلب الصحيح يطرقه أضعاف ذلك فيدفعه بقوته وصحته.
وإذا أظلم القلب رأى المخلوق يفعل، وإذا استنار القلب بالإيمان رأى الفاعل الحقيقي هو الله وحده.
وبقدر قوة اليقين على عظمة الله، تكون قوة الإيمان، ثم تكون قوة الأعمال، ثم حصول البركات.
وأعظم أسباب مرض القلب هي:
الغفلة عن الله .. والغفلة عن أوامر الله .. والغفلة عن اليوم الآخر.
فالغفلة عن الله سببها قلة ذكره، وتعلق القلب بغيره من المحبوبات.
والغفلة عن أوامر الله سببها عدم الرغبة فيها، وإيثار الشهوات عليها، وتعلق القلب بالهوى والشيطان.