للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتضعف وتزول، وكل قوة في العالم فمن فضله وجوده.

والله عزَّ وجلَّ جعل في الأشياء والمخلوقات قوة.

وجعل كذلك في الإيمان والأعمال الصالحة قوة، وقوة الإيمان والأعمال الصالحة أقوى من قوة الأشياء والمخلوقات.

ولذلك الله عزَّ وجلَّ أعطى الأنبياء والرسل الإيمان والأعمال الصالحة فقط، وجعلهم بذلك يستفيدون من خزائن الله، ومن قدرة الله.

وهو سبحانه خالق كل شيء، وخالق القوة في كل عمل.

وجعل سبحانه قوة الأعمال كالأشياء متفاوتة.

فالتوحيد له قوة .. والإيمان له قوة .. والإخلاص له قوة .. والصلاة لها قوة .. والطهارة لها قوة .. والزكاة لها قوة .. والصيام له قوة .. والحج له قوة .. والدعاء له قوة .. والأذكار لها قوة .. والصبر له قوة .. والتقوى لها قوة .. والصدق له قوة .. والإحسان له قوة .. والإنفاق له قوة .. والعفو له قوة .. والشكر له قوة .. وهكذا.

ومن كانت عنده قوة الأعمال سخر الله له قوة المخلوقات كما قال سبحانه: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٩٦)} [الأعراف: ٩٦].

وقال سبحانه: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (١٠)} [سبأ: ١٠].

وقال سبحانه: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (١٢)} [سبأ: ١٢].

فسبحان القوي العزيز الذي خلق القوة في المخلوقات، وفي الأعمال، ولا يستفيد من قوة الأعمال إلا الأنبياء وأتباعهم من المؤمنين.

وقد أرسل الله الرسل لأمر الناس بعبادة الله وحده لا شريك له، ودلهم على

<<  <  ج: ص:  >  >>