والله تبارك وتعالى أوجب على كل مسلم من هذه الأمة العبادة والدعوة.
وكما يسأل الإنسان عن حياته، فكذلك سيسأل عن مسئوليته.
وجميع المسلمين يحبون النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأكثرهم يكرهون حياته.
وكل المسلمين يكرهون اليهود والنصارى، وأكثرهم يحبون حياتهم.
وبعض المسلمين يحبون حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكن لا يريدون ولا يطيقون ولا يرغبون في جهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وتمام الاستقامة بتطبيق حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والقيام بجهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (٢١)} [الأحزاب: ٢١].
وقال سبحانه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٨)} [يوسف: ١٠٨].
وأبو طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - عنده محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن عنده إيمان النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو في النار.
والمنافقون عندهم صحبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن عندهم دين النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - فهم في النار، فشرط الصحبة القيام بالدين.
والإنسان يقضي حاجاته الدنيوية بالأسباب، وكذلك الله يدخلنا الجنة بالأسباب والأعمال، وهي الإيمان والعبادات والأخلاق والأعمال الصالحة فهذه أسباب.
فللدنيا أسباب .. وللآخرة أسباب .. وللجنة أسباب .. وللنار أسباب.
والله عزَّ وجلَّ أمر عباده أن يقوموا بجهد أوامر الله في مجال العبادة، وفي مجال الدعوة وفي مجال التعليم .. وهكذا.
كما أمرهم أن يقوموا بجهد الكسب وأسبابه، فكلمة الزراعة لها جهد ولها أوامر .. وكلمة التجارة لها جهد ولها أوامر .. وكلمة الصناعة لها جهد ولها أوامر .. وهكذا، والكل عبادة.
وكذلك كلمة الإيمان لها جهد ولها أوامر .. وكلمة الوضوء لها جهد ولها