فكانت لياليهم كليل النبي - صلى الله عليه وسلم -: صلاة وذكر، ودعاء وبكاء لهداية الأمة.
ونهارهم نهار النبي - صلى الله عليه وسلم -: دعوة الناس إلى الله، وغشيانهم في مجالسهم، وتلاوة القرآن عليهم، وتعليمهم أحكام الدين، ومواساتهم بما يسرهم.
وظاهرهم ظاهر النبي - صلى الله عليه وسلم -: مزين بالسنن في جميع الأحوال، وباطنهم باطن النبي - صلى الله عليه وسلم -: مزين ومعمور بالإيمان والتقوى، واليقين وتعظيم الله، وخشيته ومحبته.
وقلوبهم على قلب النبي - صلى الله عليه وسلم -: شفقة ورحمة للناس، وتواضع لهم، ورغبة في هدايتهم وصلاحهم، وصبر على أذاهم.
وأموالهم أنفقوها في سبيل الله كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - من أجل إعلاء كلمة الله، وإكراماً لأضياف الإسلام، ومواساة للفقراء والمساكين وما تحتاجه النفس، وما يلزم للأهل والأولاد.
والله عزَّ وجلَّ خلقنا .. وهدانا .. واشترانا .. وشرفنا .. وكرمنا .. واجتبانا .. وحملنا ثلاث مسؤوليات كبرى وهي:
تعلم الدين .. والعمل بالدين .. والدعوة إلى الدين.
وهذه واجبة على كل أحد بحسب استطاعته.
وكل فساد في العالم سببه نسيان هذه المسؤوليات الثلاث، أو التقصير فيها، حتى صار الناس كالأنعام؛ بل أضل، يعيشون كيف شاءوا لا كما يشاء الله تعالى ويحب ويريد: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (٦٦) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (٦٧) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٦٨)} [النساء: ٦٦ - ٦٨].