للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنَ الْغَافِلِينَ (٢٠٥)} [الأعراف: ٢٠٥].

فلم يقل: ولا تكن من الناسين؛ لأن النسيان لا يدخل تحت التكليف فلا ينهى عنه.

والذكر من حيث ما يذكر ثلاثة أنواع:

ذكر الله وأسمائه وصفاته ومعانيها والثناء على الله بها وتوحيد الله بها .. وذكر الأمر والنهي .. والحلال والحرام .. وذكر الآلاء والنعماء والإحسان.

وذكر الله تبارك وتعالى تارة يكون بالقلب واللسان وهو أعلى الدرجات .. وتارة يكون بالقلب وحده وهو في الدرجة الثانية .. وتارة يكون باللسان المجرد وهو في الدرجة الثالثة.

وذكر العبد لربه محفوف بذكرين من ربه له: ذكر قبله به صار العبد ذاكراً له، وذكر بعده به صار العبد مذكوراً، كما قال سبحانه: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (١٥٢)} [البقرة: ١٥٢].

والذكر على ثلاث درجات:

الدرجة الأولى: الذكر الظاهر ثناءً أو دعاءً أو رعاية، والمراد بالظاهر ما تواطأ عليه القلب واللسان.

فذكر الثناء: نحو سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.

وذكر الدعاء: نحو: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)} [الأعراف: ٢٣].

وذكر الرعاية: ما يستعمل لتقوية الحضور مع الله، وفيه رعاية لمصلحة القلب، وأنسه بالله، وثقته به كما قال سبحانه: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: ٤٠].

فيشعر قلب العبد أن الله معنا، وأنه يرانا، وأنه يسمعنا.

فيتولد من ذلك الحياء من الله، والإقبال على طاعته، والبعد عن معصيته، ودوام ذكره وشكره.

الدرجة الثانية: الذكر الخفي، وهو الذكر بمجرد القلب بما يعرض له من

<<  <  ج: ص:  >  >>