للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالمهم و «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّين» متفق عليه (١).

وقد جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - مصالح الدنيا والآخرة في قوله: «أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ» أخرجه ابن ماجه (٢).

فنعيم الآخرة ولذاتها إنما ينال بتقوى الله عزَّ وجلَّ.

وراحة القلب والبدن، والسلامة من التعب والكد في طلب الدنيا، إنما ينال بالإجمال في الطلب.

فمن اتقى الله فاز بلذة الآخرة .. ومن أجمل في الطلب استراح من نكد الدنيا وهمومها.

وتقوى الله عزَّ وجلَّ تصلح ما بين العبد وبين ربه، وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه، ولهذا أمر بهما النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «اتَّقِ اللهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» أخرجه أحمد والترمذي (٣).

فتقوى الله توجب للعبد محبة الله له، وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته، والتقصير في فعل الطاعات، أو فعل السيئات، يمحوه اتباع ذلك بفعل الحسنات.

والعبد إنما يقطع منازل السير إلى الله بقلبه وهمته لا ببدنه، وأقرب الوسائل إلى الله ملازمة السنة، والوقوف معها في الظاهر والباطن، ودوام الافتقار إلى الله، والتضرع إليه، وإرادة وجهه وحده بالنيات والأقوال والأعمال.

ومن أعظم الظلم والجهل أن تطلب التعظيم والتوقير لك من الناس وقلبك خال من تعظيم الله وتوقيره وإجلاله وتقواه.


(١) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (٧١)، ومسلم برقم (١٠٣٧).
(٢) صحيح: أخرجه ابن ماجه برقم (٢١٤٤)، صحيح سنن ابن ماجه رقم (١٧٤٣).
انظر السلسلة الصحيحة رقم (٢٦٠٧).
(٣) حسن: أخرجه أحمد برقم (٢١٣٥٤). وأخرجه الترمذي برقم (١٩٨٧)، صحيح سنن الترمذي رقم (١٦١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>