فأما الواجب بينه وبين الله سبحانه فهو الإيمان به، وعبادته وحده، وإيثار طاعته، وتجنب معصيته، وكمال تقواه.
وأما الواجب بينه وبين الخلق فهو أن تكون مخالطته لهم تعاوناً على البر والتقوى علماً وعملاً، لا تعاوناً على الإثم والعدوان كما قال سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢)} [المائدة: ٢].
والبر: كلمة جامعة لجميع أنواع الخير.
والإثم: كلمة جامعة لجميع أنواع الشر التي تهلك الإنسان.
وكل عمل لا يكون طاعة وقربة حتى يكون مصدره عن الإيمان، فيكون الباعث عليه هو الإيمان المحض، لا العادة ولا الهوى، ولا طلب المحمدة والجاه، بل لا بد أن يكون مبدؤه محض الإيمان، وغايته ثواب الله تعالى وابتغاء مرضاته وهو الاحتساب.
والإثم والعدوان في جانب النهي نظير البر والتقوى في جانب الأمر.
والفرق بين الإثم والعدوان:
أن الإثم ما كان محرم الجنس كالزنى والسرقة والكذب ونحو ذلك.
والعدوان ما كان محرم القدر والزيادة، بأن يتعدى ما أبيح له منه إلى القدر المحرم، كما إذا أُتلف عليه شيئاً أَتلف أضعافه، أو كأن يتزوج خامسة، أو يطأ امرأته في حيضها أو نفاسها أو دبرها، أو اعتدى في الدعاء، أو زاد ركعة في الصلاة، أو أخذ أكثر من حقه ونحو ذلك.