وللورع مظاهر متعددة تختلف باختلاف أعضاء الإنسان ومصالحه:
فمنها الورع في النظر .. والورع في السمع .. والورع في الشم .. والورع في اللسان .. والورع في البطش .. والورع في الأكل .. والورع في البطن .. والورع في الفرج .. والورع في البيع والشراء.
وملاك الدين الورع .. وآفتة الطمع، والورع من أعلى مراتب الإيمان، وأفضل درجات الإحسان.
وتمام الورع أن يعلم العبد خير الخيرين، وشر الشرين، ويعلم أن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فمن لم يعلم ذلك فقد يدع واجبات، ويفعل محرمات، ويرى ذلك من الورع، كمن يدع الجهاد مع الأمراء الظلمة ويرى ذلك ورعاً، أو يدع الجمعة والجماعة خلف الأئمة الذين فيهم بدعة أو فجور ويرى ذلك من الورع.
وملاك الدين الورع، وآفتة الطمع، وزينة العلم الورع، والحلم، والتوكل.
وأخوف الناس لربه أعرفهم بنفسه وبربه، والخوف من الله خوف الموحدين والصديقين، وهو ثمرة المعرفة بالله تعالى، والخوف من المعصية خوف الصالحين.
وكل من عرف الله وعرف أسماءه وصفاته علم من صفاته ما هو جدير بأن يخاف من غير جناية، ولا يمكن أن يصل العبد إلى سعادة لقاء الله في الآخرة إلا بتحصيل محبته، والأنس به في الدنيا، ولا تحصل المحبة إلا بالمعرفة، ولا تحصل المعرفة إلا بدوام الفكر.
فمن عرف الله تعالى عرف أنه فعال يفعل ما يشاء ولا يبالي، ويحكم ما يريد ولا يخاف.
ومن أمارات المعرفة بالله حصول الهيبة وكمال الورع، والمؤمن إذا عرف ربه أحبه، وإذا أحبه أقبل إليه، وتورع عن كل ما لا يرضيه.