النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٨)} [الأعراف: ١٥٨].
والله سبحانه لما بعث الأنبياء صار الناس قسمين:
الأول: المؤمنون الذين آمنوا بالله، وأسسوا حياتهم على الغيب.
الثاني: الكفار الذين لم يؤمنوا، وأسسوا حياتهم على المشاهدات، فهؤلاء الحيوان خير منهم؛ لأن الحيوان يذكر الله، والكافر ميت لا يذكر الله، والحيوان يعرف إشارة صاحبه، والكافر لا يعرف أوامر خالقه ولا يؤمن بها.
والحيوان يعرف رزقه وما ينفعه ولا يأكل إلا الطيب، والكافر يأكل ما ينفعه وما يضره، ويغشي المحرمات بلا حياء، ويكفر بالنعم والمنعم بها: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (٤٤)} [الفرقان: ٤٤].
وجميع الأنبياء والمرسلين دعوا الناس من الشرك إلى التوحيد .. ومن الكفر إلى الإيمان .. ومن المخلوق إلى الخالق .. ومن الأموال والأشياء إلى الإيمان والأعمال الصالحة .. ومن دار الفناء إلى دار البقاء.
فاجتهدوا على القلوب والأبدان لتكون حياة الناس مطابقة لحياة الأنبياء.
واجتهدوا على العيون حتى ترى ما يحب الله ورسوله.
واجتهدوا على الآذان حتى لا تسمع إلا ما يحب الله ورسوله.
واجتهدوا على العقول حتى لا تفكر إلا فيما يحب الله ورسوله.
واجتهدوا على الأيدي حتى لا تفعل إلا ما يحب الله ورسوله.
واجتهدوا على الأقدام حتى لا تمشي إلا فيما يرضي الله ورسوله.
فعملهم العبادة، ووظيفتهم الدعوة، فعلينا الاقتداء بهم: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (٩٠)} [الأنعام: ٩٠].