قَالَ: وَمَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أحمد (١).
وفعل فِعْله أصحابه في مكة، وفي المدينة، وفي الحضر والسفر، وفي الليل والنهار، وفي البيوت والأسواق.
وأمر الله موسى وهارون عليهما السلام أن يذهبا إلى فرعون لدعوته إلى الله بقوله: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (٤٣) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (٤٤)} [طه: ٤٣،٤٤].
وكان همُّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تغيير فكر الناس من الشرك إلى التوحيد .. وتغيير القلوب .. وتغيير اليقين .. وتغير العمل .. وتغيير البيئة .. وتكميل الإيمان والأعمال الصالحة.
وليس همه تغيير الأشياء، ولا جمع الأشياء، ولا الفكر في الأشياء، ولا اتباع الشهوات والملذات.
وقد أمر الله عزَّ وجلّ رسوله بأربعة أشياء:
أن يتعلم الوحي .. وأن يعمل به .. وأن يعلمه .. وأن يقيم الناس عليه.
وهذه المسؤوليات انتقلت إلينا بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فبالدعوة يأتي الإيمان، وإذا جاء الإيمان جاءت الرغبة في الأعمال والطاعات، والنفرة من المعاصي والمنكرات، ولما ضعف الإيمان والعمل بالدين في عهد نوح أرسل الله نوحاً - صلى الله عليه وسلم -، فلما دعا الناس إلى الله جاء الإيمان والدين، فلما مات ضعف الإيمان ثم ضعفت الأعمال، وبقي العلم وحده فجاء الكفر.
وهكذا كلما ضعف الإيمان والعمل بعث الله رسولاً يدعو الناس إلى ربهم، والعمل بشرعه، وهكذا بعث الله رسولاً بعد رسول، حتى بعث محمداً - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء والمرسلين فدعا إلى الله فجاء الإيمان والدين في الأمة، ومن أول يوم أقام الأمة على الإيمان والدعوة إلى الله.
(١) صحيح: أخرجه أحمد برقم (١٦٦٠٣)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.