للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جهدنا لله فإن الله يفتح لنا أبواب الهداية، وإذا كان جهدنا لغير الله فإن الله لا يفتح أبواب الهداية أمامنا كما قال سبحانه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (٦٩)} [العنكبوت: ٦٩].

أما الدنيا فإن الله يعطيها الطالب وغير الطالب، والمجتهد وغير المجتهد.

والهداية لها بداية وليس لها نهاية، فكل باب من الهداية وراءه باب آخر، وهكذا تفتح أبواب الهداية حسب الجهد حتى الموت.

والله سبحانه جعل في سنن محمد - صلى الله عليه وسلم - نور الهدى، وبسبب هذا النور يهتدي الناس إلى الصراط المستقيم، فإذا فقد هذا النور عاش الناس في الظلمات.

فكما أن الإنسان والحيوان والسيارة كل يمشي بسلام بحسب النور الذي عنده، فكذلك المسلم يعيش ويمشي بحسب نور الهداية الذي عنده، فإن لم يكن عنده هذا النور اضطربت حياته، واصطدم مع غيره بسبب فقد النور كما قال سبحانه: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٢٢)} [الأنعام: ١٢٢].

وللمحافظة على هذا النور لا بدَّ للعبد من بيئة صالحة يزيد فيها إيمانه، وتقوى أعماله، وتتحسن فيها أخلاقه، وتأتي في حياته السنن والآداب الشرعية، وقد أمرنا الله عزَّ وجلَّ بلزوم هذا البيئة كما قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)} [التوبة: ١١٩].

فالذي يحضر مجالس الذكر والإيمان يكرمه الله بعشر كرامات:

فعلى أهل مجالس الذكر تنزل السكينة .. وتغشاهم الرحمة .. وتحفهم الملائكة .. ويذكرهم الله فيمن عنده .. ويناديهم مناد انصرفوا مغفوراً لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات .. ويوقظهم الله من سنة الغفلة .. وتستضيء قلوبهم وتشرق حتى ترى معالم قدرة الله .. ويعطيهم الله القوة لضبط نفوسهم من الانزلاق في طريق النقائص والرذيلة .. ويحبهم الله عزَّ وجلَّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>