والله تبارك وتعالى هو الحق المبين .. الذي بين في القرآن والسنة كل ما تحتاجه البشرية من البداية إلى النهاية من أحكام العبادات والمعاملات .. وأحكام المعاد والبعث والنشور .. وأحكام الحساب والجزاء والعقاب .. ووصف الجنة وأهلها .. ووصف النار وأهلها .. حتى استقر أهل الجنة في النعيم .. وأهل النار في الجحيم: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٨)} [آل عمران: ١٣٨].
فسبحان الملك الحق المبين الذي بيَّن لعباده كل شيء:
فبين لعباده أسماءه الحسنى، وصفاته العلا، ليدعوه بها، ويسألونه بموجبها.
وبين لهم صفات جلاله ليعظموه ويكبروه.
وبين لهم صفات جماله ليحمدوه ويشكروه.
وبين لهم طريق العبودية المستقيم، الذي يحببهم إليه، ويوصلهم إليه فقال سبحانه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٥٣)} ... [الأنعام: ١٥٣].
وبين للخلق ما لهم بعد القدوم عليه، من نعيم دائم في الجنة، لمن آمن به وعمل بشرعه، ومن عذاب دائم في النار، لمن كفر به وأعرض عن شرعه فقال سبحانه: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (١٦) فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨)} ... [الروم: ١٤ - ١٨].
وجمع الله سبحانه العلوم الإلهية، وبين الأحكام الشرعية، وفصل أحكام الثواب والعقاب، في الدنيا والآخرة، في كتاب عظيم، فيه تبيان كل شيء، وأمرنا باتباعه لتحصل لنا رحمته فقال سبحانه: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٥٥)} [الأنعام: ١٥٥].